مرّت الإجازة الصيفية بسرعة تجعلني إلى الآن لا أصدق بأني سأكون صبيحة يوم الغد متوجّهًا إلى المدرسة , راجعوا هذا الموضوع فقد كتبته عندما بدأت الإجازة , وأشَرت فيه بأني سأستفيد من هذه الإجازة على عكس الإجازات الماضية التي غالبًا ما كنت أقضيها بلا هدف محدد أو فائدة تُرجى ; وقد فعَلت ذلك حقًّا فقد كانت هذه الإجازة أفضل إجازة تمرّ عليّ وأسرع إجازة في نفس الوقت , وقد منّ الله علي في هذه الإجازة بتحقيق العديد من أوّليّات الحياة – ولله الحمد - ,و مع ما أنجزته وحققته في هذه الإجازة , إلا أني لا أنكر أني أضعت ساعات طوال في أمور لا نفع فيها ولا طائل من ورائها .
- يوم الغد يؤْذِن ببداية عام دراسيّ جديد وأيّ عام دراسي هذا بالنسبة لأخيكم أسامة , فإنّ هذا العام هو آخر عام له في المرحلة الثانوية المِفصليّة – إن شاء الله – حيث أنه الآن أصبح في الصف الثالث ثانوي .
نعم أصبحتُ الآن في الصفّ الثالث ثانوي – سبحان الله – ألَم أكن قبل أعوام في الصف الأول الابتدائيّ ؟؟!! عندما كانت دمعتي لا تفارقني لا في الفصل ولا في خارجه كنت دائمًا أبحث عن أبي كونه كان معلما في نفس المدرسة كنت أريد الخروج من ذلك السجن –نعم إنه سجنٌ بالنسبة لي تلك الأيام -,ولا تعلمون مدى فرحتي وسروري عندما تنتهي الحصة الخامسة أو السادسة ! عندما أتوجّه إلى البيت . ولكن مع ذلك فأنا أنتظر بقلق اليوم الذي بعده , يا لها من أيام مرّت بخيرها وشرها !!
لا زلت أتذكر عندما اختبرت أول اختبار تحريري شهريّ في مادة الإملاء في الصف الرابع الابتدائيّ عندما كان يدرسني أبي , فبعد أن صحح ورقتي قال لي بشكل فيه استنكار لدرجتي : درجتُك هي 14 ونصف من 15 , بكيت ; نعَم لقد بكيت عندما سمعت درجتي هذه , و أعتقد أن هذا الموقف هو سبب من أسباب تعوّدي على أن لا أفرط في الدرجات , و أبي – ما قصّر - علمني بطريقة أو بأخرى أن البكاء ليس من شيم الرجال وانتهيت عن ذلك الأمر إلا ما ندر – أتحدث عن المرحلة الابتدائيّة فقط –.
- لا زلت أذكر وأنا في الابتدائي – أعتقد أني حينها في الصف الثالث الابتدائي - عندما قال لي أبي اذهب وأذّن لصلاة الظهر , وقد أذّنت أول أذان بدون لاقط ( مايكرفون ) , وكان ذلك الأذان – بفضل الله تعالى - هو بداية للجرأة والوقوف أمام الناس وبداية لتحسّن صوتي , فإني أعترف أن مداومتي على الأذان في المدرسة وفي غيرها كان لها الأثر الكبير في تحسن صوتي ولله الحمد . ومن ذلك اليوم كنت دائم الخروج في الإذاعة المدرسيّة ولا زلت .
لا زلت أذكر فرحتي وسعادتي الغامرة عندما وصلت إلى الصف الأول المتوسط وقد بدأ صوتي يخشوشن , وصرت أتباهى بذلك أمام أقراني كون أغلبهم إن لم يكن جميعهم لا زالت أصواتهم ناعمة كما هي في الابتدائي , أيضًا لا زلت أذكر فرحتي عندما نبت شعر يسير في وجهي . ما أجملها من ذكريات !!
أما المرحلة الثانوية فالأجدر أن لا أتكلم عنها إلا بعد أن أتخرّج على خير إن شاء الله تعالى .
فحيّ هلا بالثالث ثانوي وحيّ هلا بثانوية بلجُرشي , بودّي أن أكتب قصيدة ترحيبية بهذه المرحلة لكن كما يُقال القريحة الشعرية غير حاضرة !
- أسأل الله - لي وجميع من زار هذه الصفحة - أن يجعلنا ممن يتعلم العلم لوجه الله , وأن يجعلنا من المتفوقين في هذا العام الدراسيّ .
وفي ختام الموضوع وما دمت قد كتبت فيه بعض الذكريات المدرسيّة على عُجالة من أمري وضيق في وقتي , فما رأيكم أن تشاركونا بذكرياتكم أيضًا مع علمي أن ذكرياتكم أحق كتابة وإفادة من ذكرياتي , " حتى وإن كنتم تعيشون هذه المراحل , أو تعدّيتموها بمراحل متقدمة سواء كنتم جامعيين دكاترة … " فإنه يسرّني قراءة ما تكتبون .
11 التعليقات , [ أضف تعليقك ]:
السلام عليكم
فعلا ذكريات جميلة جداً
بإذن الله غداً أول يوم لي في المرحلة الجامعية
شعور غريب أشعر به وأنا على أبواب مرحلة جديدة ستغير مسار حياتي بإذن الله
ذكريات الطفولة والمراحل الدراسية التي مررت بها كانت رائعة ومتعبة في نفس الوقت
ربما لا أذكر الكثير منها
لكن بالتأكيد لن أنسى الأصدقاء الذين قابلتهم والمدرسين الذي علموني في تلك المراحل
كذلك كان دخولي المرحلة الجامعية متزامنا مع بلوغي الــ18 عام
فالواحد الآن يشعر أنه كبر فعلياً وصار عليه أن يواجه الحياة بمصاعبها ومشاكلها كذلك بلحظاتها حزينة كانت أو سعيدة
أسأل الله أن يكتب لنا ولك ما فيه الخير والصلاح
بالتوفيق
تحياتي
يا الله , فعلاً مضت بسرعة هذه الإجازة وانا ايضاً كانت افضل من اي اجازة سابقة
على الأقل انجزت اشياء عدة .. بالرغم من وجود اوقات فراغ قد مضت بلا فائدة
ذكريات جميلة , انا ممرت بهذا ايضاً عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي .. يا لها من ذكريات رائعة ومضحكة
شكراً لك عزيزي أسامة :)
مش عارف اقول ايه
كلماتك مميزه وجميله
وانت جيد فى اختيار الكلمات التى تؤثر بها على قارىء مدونتك
ذكريات جميله فكرتنى بالماضى
انا اكبر بالسن ولكن انت جعلتنى احس انك اكبر منى بكثير بكلماتك الجميله
حقا استمتعت بتدوينتك
مدونه مميزه ومدون افضل
هاهو الوقت يمضي مسرعاً وكماقلت بالامس كانت اول مراحلنا الدراسية
واليوم هاهي تنقضي اسئل الله للجميع التوفيق
وبالنسبة لي فهي اول مرحلة لي في اختيار القسم المناسب إما الادبي او العلمي
واشعر انها ستكون سنة دراسية مختلفة لآنني سأودع مواد وسأستقبل مواد =)
الآهم من كل شي ان نحسن النية الصادقة بطلب العلم الذي نتعلم منه ونعلمه
فنحن نبذل ونجتهد والله الموفق
اسئل الله ان يوفق الجميع لكل خير وان شاء الله نراهم من اكبر العلماء والدكاترة
وفقك الله اخي لكل خير
بوركت
عبد الكريم الجليد :
شكرًا لك على تعليقك الجميل والمفيد ..
أعانك الله ووفقك وعقبال الدكتوراه .
المقداد :
أهلا بك أيها الصديق :)
صحيح مرة سريعة وسريعة جدا .
»Sasuke Uchiha« :
يشرفني ذلك , وأتعلم منكم .
شكرا لك على مرورك .
زٍحَ’ـمةَ حَ’ـڪيّ..||≈ :
نعم بارك الله فيك , النية الصادقة .
أعانك الله ووفقك .
ثائر الغامدي :
جميل تشبيهك وجميل ردّك ..
شكرًا لك , وتستطيع أن تعوض ما فاتك .
وفقك الله .
شكرا لك أخي أسامة على هذا الخواطر وأنا اعتبرها خواطر لما في كلماتك من أثر ونغمة تجذبني كلما مررت بمدونتك الرائعة.
اتمنى لك كل التوفيق في حياتك العلمية وفي كل أمورك.
أخوك أبا مشاري
مدونتك جميلة عزيزي ..
أتذكر الاستاذ سالم (قبل 19 "تسعة عشر" سنه من الآن) كان مربياً قبل أن يكون معلماً ,أردني الجنسية فنحن لا نعني له شيء شخصياً, ولكنه عاملنا كأبناء وعلمنا دروساً لم نزل حتى الآن لم نفهم بعضها , من المواقف الطريفه لي معه .. كان يحضر "على حسابه الخاص" هدايا ويضعها كجوائز تحفيزية , الطريف بالأمر أني بأكثر من مره أعود للمنزل حاملاً كل الجوائز!!. طفل متحمس لم أفسح المجال لغيري ولم يرد هذا المربي عزلي عن زملائي و"كسر خاطري" فكأني كنت أتسابق مع نفسي!.
موقف لن أنساه كنت أحمل وأخي نتائجنا النهائية "الشهادات" وكنت فرحاً جداً بحكم شهادة التفوق والتقدير المرفقه مع الشهاده , أما أخي فكانت نتيجته عاديه فلم يكن متحمساً , كنت أسابق الخطوات وأنا أرتجف إضطراباً بشعور لا يكاد يوصف حينها , لم تكن المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة التي أحصل بها على نتيجة متميزة بل حصلت كثيراً عليها , ولكن لا أعلم وقتها سبب الفرحة , أثناء الفرحة الغامرة لم أنتبه إلا بسحب "الشهاده" من يدي , من قِبل أخي ليهرب بها متجهاً إلى البيت ليستفرد بمتعة رؤية الفرحة الأولى على محيا والداي. كنت أعلم بأنه لو أخبرهم قبلي لأصبح مجيئي إلى البيت أشبه بعدمه "متعة الفرحة بلحظتها الأولى" كنت أجري خلفه أحياناً وأحياناً أخرى أهدده وأحياناً أخرى أتوسل إليه بأن يعيد الشهاده ونصل سويةً , ولكن لا حياة لمن تنادي !! وصل إلى المنزل قبلي واخبرهم وعند وصولي والدمع على وجنتي إصطنع والداي الفرحة ولشدة اتقانهما لدور الفرحة لم أكتشف هذا الإصطناع إلا مؤخراً.
إبن حجر , أحييت ما بقايا الطفل بداخلي.
ما أحلى ذكريات الطفولة، وذكريات أيام الدراسة
إنها تاج على رؤوس الدارسين
لايراه إلا الجاهلون
أبو مشاري :
أتشرّف بك :) .
sa5er :
شكرًا لك .
سلتـوح :
ما شاء الله وفقك الله وبارك فيك ..
وشكرًا لك على ما ذكرته من ذكرياتك الجميلة بالتأكيد .
بدر البدور :
أهلا بك .. ذكريات الطفولة جميلة جدًّا بعض الأحيان يتمنى الشخص أنها تعود ولو لدقائق .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخي الكريمأسامة الغامدي
كيف حالك ماشاء الله عليك جيد جداً فأنت ممتاز
وكلامك رائع وجميل واتمنى لك التقدم والزهو في حياتك وفي مدونتك الرائعة على
ما فيها من صراحة واحاسيس صادقة
وبارك اله فيك وفي الاخوة الكرام
اخوك انور العراقي
دمتم بخير
إرسال تعليق
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)