skip to main |
skip to sidebar
من يهن يسهل الهوان عليه :: ما لجرح بميت إيلام
إن المسؤول الذي ألهاه التكاثر بالأوسمة والنياشين والألقاب لهو عابث يحفر لنفسه قبرا في عالم الخذلان والإحباط، وإن العالم الذي ألهاه التكاثر بجمع الغرائب، وحشد العجائب، والتطاول بمحصوله، والتباهي بمحفوظه، على حساب العمل لهو خاسر أشغله ذلك عن مرتبة الربانية، ودرجة الإمامة.
وإن الكاتب الذي ألهاه تكاثر نتاجه، وأشغله هذا السيلان، ونمو بريق الشهرة، وخدَعَه زخرف المديح لهو كاتب مخذول، إن من قدم الصورة على المضمون، والظاهر على النية والقصد، والدنيا عن الآخرة، والمخلوق على الخالق لهو عبد ضال سعيه وخائب منقلبه.
إن ركعة خاشعة من عابد صادق أجل من ألف رجعة لعبد ساه لاه عابث، إن قراءة آية بتدبر وتفهم خير من ختمة كاملة بلا حضور ولا تفكر، وإن مطالعة صفحة بإمعان أعظم من سرد مجلدات مع شرود وذهول، وإن الحسن أحسن من الكثرة والمداومة: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) وإن حوضا من ماء عذب أنفع من بحر ماؤه مالح، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
المصدر